تعد مدينة ايلة الاسلامية، التي تتوسط اشجار النخيل على شاطئ خليج العقبة، اكبر المواقع الاسلامية الاثرية الواقعة على الشاطئ.
وتقول مفتشة اثار العقبة سوسن الفاخري إن محاولة مبكرة لبناء مدينة اسلامية تبلورت نتائجها فيما بعد القرنين التاسع والعاشر كما تظهر في العواصم الكبرى للخلافة الاسلامية، موضحة ان مدينة ايلة القديمة، ما هي الا استجابة طبيعية لمجموعة جديدة من المفاهيم لما يجب ان تكون عليه المدينة الاسلامية، وتعتبر مزيجا من خبرات المدينة البيزنطية والاتجاهات الاسلامية الجديدة نحو التمدن.
وبينت ان تاريخ المنطقة يتضح من موقع تل المقص حيث يشير الى ان الاستيطان كان في العقبة منذ العصر الحجري النحاسي ثم العصر البرونزي فالحديدي ومن ثم النبطي فالروماني فالاسلامي وصولا الى العصر الحديث.
وتضيف الفاخري ان من ابرز المعالم الاثرية التي تم الكشف عنها في المدينة الاثرية هي اسوار المدينة وخاصة السور الشمالي الغربي وطوله 80 مترا حيث كان يتألف من جدارين متوازيين من الحجارة ملئت المسافة بينهما بالطمم في حين كانت ابراج نصف دائرية تدعم السور على مسافات متساوية احاط اثنان منها ببوابة المدينة.
وامتدت اسوار المدينة الى الجنوب والشمال تحت طريق الكورنيش الحالي ما يشير الى ان المدينة كانت تغطي مساحة تقدر بحوالي 145 الى 170 مترا تخترقها شوارع محورية قسمتها الى اربعة اجزاء متساوية، هذا ويبدو انه كان للمدينة اربعة ابواب او مداخل تتوسط الاسوار المحيطة وهي باب الشام في الجانب الشمالي الشرقي وباب الحجاز في الجانب الجنوبي الشرقي وباب مصر في الجانب الشمالي الغربي وباب البحر الاحمر باتجاه البحر، ومن أهم المعالم التي تم الكشف عنها هو البيت ذو الايوانات والمسجد حيث يعتبر من اهم الوحدات السكنية التي تم الكشف عنها وتقع في وسط تقاطع الشارعين المحوريين، وانه من المحتمل ان تكون دارا للحاكم او الوالي او ما يسمى بدار الامارة.
اما المسجد العباسي فقد كان حسب التنقيبات مقاما على منصة يمكن الوصول اليه بواسطة الدرج الموجود على جوانبه ويحتوي على صحن المسجد وهو بهو معمد والصف الثاني من الاعمدة الى جانب الحرم.
كما تم العثور على المحراب الذي يتجه الى القبلة، مشيرة الى ان هذه القبلة تختلف عن الاتجاه المستخدم هذه الأيام موضحة ان المسجد كان يستخدم لإقامة الشعائر الدينية والاجتماعات السياسية والاعمال القضائية اضافة الى كونه مركزا لتدريس العلوم الدينية والقانونية.
واشارت الفاخري الى ان مخطط مدينة ايلة الاسلامية يتميز بجمعه بين اساليب التخطيط البيزنطي للجدران والابراج والشوارع المنتظمة والفوضى العمرانية التي نلاحظها في المدن التي تتميز بالتخطيط التلقائي من دون أي رؤية مستقبلية. واكدت على ان المخطط الاصلي، سواء كان امويا او من الفترة الاسلامية المبكرة، فانه اكثر انتظاما مما اصبح عليه في الفترات اللاحقة كما يبدو من خلال البوابة المعقودة وعقود واقواس الوحدة السكنية والبيت ذي الايوانات والساحة الكبيرة المسورة.