السياحية في العقبة

العقبة مقصد سياحي وفرصة تسوق اقتصادية للمستهلك الأردني

مع ارتفاع تكاليف المعيشة في الأردن بشكل عام

العقبة: محمد علاونة
مع بلوغ الاسعار لمستويات قياسية في الاردن وهو ما تؤكده الاحصاءات الرسمية التي تشير الى زيادة تكاليف المعيشة أكثر من 5 في المائة في الشهور الخمسة الاولى من العام الحالي يجد الكثير من المستهلكين منطقة العقبة الخاصة ملاذا للتسوق وفرصة للحصول على الاحتياجات سواء كانت ملابس أو اغذية اضافة الى الادوات الكهربائية نتيجة عدم وجود رسوم جمركية في المنطقة والتي تتبع نظاما مستقلا اداريا وماليا.
ويشغل التسوق في مرافق العقبة السياحية حيزاً كبيراً من برنامج نمر عبد اللطيف الذي يزور العقبة بشكل منتظم للإطلاع على أحدث المنتجات والعروض المتوفرة في أسواق المدينة البحرية. ينضم عبد اللطيف إلى عدد متزايد من السياح المحليين الذين يقصدون العقبة غالباً في نهاية الأسبوع لانتهاز فرص التسوق بأسعار مخفضة تنافس مدن المملكة الأخرى.

كما يشير أحد المسؤولين في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. وفي خضم الصخب المتزايد حول العقبة كمقصد للتسوق تسعى السلطة لإنشاء المزيد من مراكز التسوق التي توفر سلعاً بأسعار تنافسية من شأنها استقطاب المزيد من الزوار المحليين بالإضافة إلى السياح العرب والأجانب.

ومن الجوانب التي تساهم في ترويج العقبة كوجهة للتسوق حالة التطور التي يشهدها سوق السياحة المحلي في جميع أنحاء الاردن مع انطلاق الإستراتيجية الوطنية للسياحة وخطط تسويق العقبة وغيرها من المواقع السياحية.

يقول أحد أصحاب المحلات التجارية في العقبة إن أسعار الأدوات الكهربائية تقل بنسب متفاوتة عن تلك الموجودة في عمان. ويشير أحد موظفي سلطة العقبة، إلى «أن جميع مرافق العقبة تخضع لأنظمة المنطقة الخاصة، وهذا يعني أسعار منخفضة تشمل جميع البضائع والسلع، وهذا أمر يهم الزوار المحليين القادمين من عمان، والمدن المجاورة».

وتشير الارقام الرسمية والمتعلقة بحجم البضائع الواردة عبر ميناء العقبة ارتفاعا ملحوظا في حجم المستوردات التي بلغت 4.89 مليون طن في الشهور الخمسة الاولى من العام الحالي، بينما حركة الترانزيت شهدت تراجعا حادا لنفس الفترة نتيجة اغلاقات الحدود مع العراق مما دفع الى دخول مزيد من البضائع الى البلاد للاستهلاك المحلي.

ومن الجدير بالذكر أن عدد الزوار المحليين القادمين من مختلف محافظات الاردن قد ازداد في الآونة الأخيرة منذ أن أصبحت العقبة منطقة اقتصادية خاصة العام 2001، ولكن ما زال الكثير من هؤلاء يقصدونها كمنتجع بحري، فلم تكن الفكرة لديهم لزيارة المدينة بهدف التسوق. وتبين من خلال استطلاع رأي أخيراً أن 12 في المائة من زوار العقبة يقصدونها من أجل التسوق فقط. ويقول فراس المعايطة، مسؤول مبيعات في محل للأحذية في مركز مدينة العقبة الذي افتتح العام الماضي: «يزور العديد من السياح العقبة بغرض التسوق، وتفضل الأغلبية الذهاب نهاية الأسبوع، وتبدأ الرحلات عبر البر أيام الخميس والجمعة حيث تعج المدينة بالمتسوقين القادمين من جميع أنحاء البلاد، لكن الأعداد تعود وتتضاءل أيام السبت».

ويضيف المعايطة: «يصل عدد الحافلات المقلة للسياح القادمين من عمان إلى العقبة ليوم واحد بغرض التسوق إلى 30 حافلة في نهاية الأسبوع، وهناك بعض الرحلات الاستثنائية التي تخرج عن الجدول اليومي». ويشير بائع آخر: «أن بعض الزوار يفضلون المكوث في العقبة للتسوق والاستجمام خلال عطلة نهاية الأسبوع».

ويأمل مسؤولون في السلطة من الاستفادة من مزايا مدينة العقبة الاقتصادية والسياحية في تشجيع المستهلكين من جميع أنحاء المملكة على شراء احتياجاتهم الاستهلاكية من العقبة بما يتوفر لديها من مرافق للتسوق تشتمل على كافة المنتجات وبأسعار تشجيعية. ويضيف أحد مسؤولي سلطة العقبة: «نسعى لإعلام الزوار أن بمقدورهم التمتع بسياحة الشاطئ والشمس، والتسوق بأسعار مخفضة في آن واحد».

ويشير تزايد الرحلات اليومية عبر البر من وإلى العقبة إلى توفر المواصلات إلى العقبة من شتى أنحاء الاردن بصورة دائمة وخاصة في منطقة جنوب عمان والوحدات التي تخدم مدن جنوب العاصمة بما فيها العقبة، بالإضافة إلى الحافلات التي تنطلق من العبدلي والدوار السابع غرب عمان.

ويرى خبراء التسويق السياحي أن التعريف بعروض التسوق المميزة في العقبة عبر الحملات الإعلامية المختلفة وأهمها الحملة التسويقية الحالية التي تقوم بها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة سيساهم في زيادة إقبال السياح المحليين إلى المدينة بحيث يجمع هؤلاء بين الاستجمام والتسوق وبالتالي تأخذ المدينة طابعاً مميزاً كونها ليست مقصداً للسياحة فحسب بل وجهة اقتصادية للمستهلك المحلي. ومما يساهم في تحقيق ذلك قيام السياح بتسويق العقبة عبر التحدث عن تجاربهم المميزة في التسوق.